يعود تاريخ بوابة المقطع إلى خمسة عقود مضت عندما بُنيَ جسر المقطع وأصبح بمثابة شريان حياة لكامل مدينة أبوظبي وخارجها، الأمر الذي فتح آفاقاً جديدة للأعمال وأتاح فرصاً لعقد شراكات مع باقي الإمارات ودول العالم. استلهمت بوابة المقطع تسميتها من رمزيتها الفريدة في مد جسور التواصل.

تُعتبر موانئ أبوظبي من الموانئ الأكثر تقدّماً تقنياً على مستوى العالم. استقبلت في العام 2012 أوّل محطّة شبه آلية لمناولة الحاويات والتي كانت تُعتبر الأحدث في المنطقة في وقتها ما فتح المجال أمام مشروع دراسة نظام مجتمع الموانئ. وقّعت مجموعة موانئ أبوظبي أثناء مرحلة دراسة المشروع على مذكّرة تفاهم مع عدة شركاء استراتيجيين. كانت نتيجة هذه الدراسات والشراكات إطلاق نظام مجتمع الموانئ PCS. وتمّ تطوير نظام مجتمع الموانئ بشكل كامل عقب التوقيع الرسمي في العام 2012 وتم إطلاق التسمية mPCS لكي يرمز حرف الـ M إلى "مقطع" وللدلالة أيضاً على جسر المقطع الذي لعب دوراً أساسياً في التجارة داخل وخارج أبوظبي.

إدراكاً منها لأهمية تيسير الأعمال التجارية للشركاء وأتمتة خدمات الموانئ، أجرت مجموعة موانئ أبوظبي تحليلاً معمّقاً لتطوير رؤيتها الرقمية وأقرّت بأهمية نظام مجتمع الموانئ PCS.
دفع هذا الأمر نحو اتّخاذ قرار التطوير الداخلي وتأسيس نظام مجتمع الموانئ وهكذا وُلِد نظام مجتمع الموانئ- "بوابة المقطع". إن قرار تطوير هذا المشروع داخلياً أدى في نهاية المطاف إلى حماية الملكية الفكرية لمجموعة موانئ أبوظبي، ممّا يضمن تحقيق الاستدامة بأقلّ كلفة ممكنة وتدريب وتجهيز الكادر الوطني للنهوض والتوسّع في التجارة الرقمية.

تمّ تدشين مشروع تطوير "نظام مجتمع الموانئ - بوابة المقطع" رسمياً برعاية الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. كما حضر عدداً من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى وكبار المتخصّصين في هذا القطاع الذين شهدوا على توقيع مذكّرة التفاهم بين مجموعة موانئ أبوظبي والمؤسّسات الشريكة.
شملت هذه المؤسّسات الشريكة وزارة التغير المناخي والبيئة، مطارات أبوظبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ودائرة المالية والاتحاد للقطارات ومرافئ أبوظبي. هذا التوقيع التاريخي جعل من مجموعة موانئ أبوظبي العضو الأول في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ليتم تكريمها من قبل الرابطة الدولية لأنظمة مجتمع الموانئ (IPCSA) على رؤيتها وابتكاراتها الفريدة.
وقّعت بوابة المقطع بعد ذلك على مذكّرة تفاهم مع جمارك أبوظبي لتسهيل العمليات التجارية في ميناء خليفة.

احتفالاً باكتمال المرحلة الأولى من تنفيذ "نظام مقطع لمجتمع الموانئ" (mPCS) ، تحوّلت جميع المراسلات المتبادلة والمعاملات بين المعنيين في عمليات الحاويات ومستخدمي الموانئ وسلطة الموانئ من الاستخدام الورقي التقليدي إلى الرسائل الإلكترونية. هذا الأمر عزّز كفاءة تبادل المعلومات وتنفيذ الأعمال بين جمارك أبوظبي ومرافئ أبوظبي و مجموعة موانئ أبوظبي. تطوّرت بوابة المقطع أكثر من خلال تقديم خدمات إدارة السفن من ميناء خليفة إلى الموانئ التجارية في أنحاء أبوظبي، لتسجّل ثاني أهمّ إنجاز ناجح في مشروع نظام مقطع لمجتمع الموانئ.

بعد نجاح المرحلة الأولى من المشروع التجريبي استمرت عمليات التطوير على نظام مقطع لمجتمع الموانئ والتزاماً من مجموعة موانئ أبوظبي برقمنة التجارة، تأسّست في مارس من العام ذاته شركة "بوابة المقطع" أحد المشاريع التابعة والمملوكة بالكامل لمجموعة موانئ أبوظبي. واليوم أصبح نظام مجتمع الموانئ نافذة إلكترونية موحدة ومصدراً للبيانات بين المتعاملين والجهات ذات العلاقة بالموانئ لكافة الخدمات التي يقدمها ميناء خليفة.

عملت شركة بوابة المقطع على تطوير المرحلة الثالثة من نظام مقطع لمجتمع الموانئ الذي أصبح يعمل بكامل طاقته ليخدم جميع الجهات المعنية في مجموعة موانئ أبوظبي ويعزز كفاءة سلسلة التوريد ويحسن الخدمات ورقمنة جميع عمليات الاستيراد والتصدير في جميع الموانئ التجارية في أبوظبي. في 3 أكتوبر 2017، دشّن سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، شركة بوابة المقطع رسمياً، وجاء افتتاح البوابة ليعزز من كفاءة الخدمات التجارية الدولية وتبني أفضل الممارسات باستخدام أحدث التقنيات الرقمية.

عملت بوابة المقطع على توسيع نطاق عمل مشروع "سلسال"، لتصبح بذلك أول جهة في أبوظبي تنفذ مشروعاً في تقنية "بلوك تشين" ويوفر المشروع المبتكر رصداً شاملاً لخدمات الشحن ويحسن سير العمليات التجارية وسلاسل التوريد. أطلقت بوابة المقطع بالتعاون مع جمارك أبوظبي المنصة الرقمية "ممر" لتوحيد الخدمات التجارية بنظام النافذة الموحدة بحراً وبرّاً وجوّاً لتسهيل التجارة في أبوظبي. استفادت "ممر" من المزايا الحالية المتاحة في كل من جمارك أبوظبي، ونظام مقطع لمجتمع الموانئ (mPCS).

وقعت بوابة المقطع اتفاقية شراكة استراتيجية مع مؤسسة "اتصالات"، تهدف إلى توسيع خدمات الاتصال المتقدمة وتعزيز المزايا الرقمية المتقدمة في كافة مرافق الموانئ، ودمج التقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة ضمن موانئ أبوظبي والتي أصبحت الآن مجموعة موانئ أبوظبي، ما يمهد الطريق لعصرٍ جديدٍ من التحوّل الرقمي في قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت بوابة المقطع منصة "مارجو" الرقمية وهي سوق رقمي مبتكر للخدمات اللوجستية تسهل خدمات التخليص الجمركي للشحن البحري بالتعاون مع جمارك أبوظبي.

استحوذت مجموعة موانئ أبوظبي على "زونزكورب"، المشغل الأكبر للمناطق الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتطلق خدماتها المخصصة للمناطق الصناعية من خلال نافذة موحّدة للخدمات. الهدف من هذا التعاون هو الاستغناء عن زيارة مراكز خدمة زونزكورب في أبوظبي والعين لتنفيذ العمليات والمعاملات إلكترونياً وبناء قاعدة بيانات أقوى وأوسع عبر جمع كلتا الخدمتين. أصبحت بوابة المقطع اليوم النافذة الرسمية للتجارة البحرية من قبل الهيئة الاتحادية للمواصلات البرّية والبحرية خلال هذا العام.